الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية رسالة من الماضي كاملة الفصول

انت في الصفحة 11 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

عليه وبعته سلة عطور وفيها القمقم الذي دسست فيه السم وقريبا سنسمع أخبارا جيدة !!! إبتسم إبن التاجر وقال له إن حصل ذلك سأغرقك بالذهب فأنا ما زلت عند وعدي قبل أن
أنسى سأرسل لك أحد عبيدي لشراء عطر جيد فأنا مدعو لعرس إبنة الوالي وأريد أن يكون شكلي لائقا فستحضر كثير من بنات الأعيان وأريد أن أثير إعجابهن ضحك موسى وقال عندي ما يجعل كل جواري البصرة يشتهينك في فراشهن !!!
لما وصل إلى الدار قال لعبده صفوان إذهب إلى موسى وإحمل لي ل عطرا من عنده ولا تتأخر لكن العبد دخل إلى خان وأكل وشرب ثم قال في نفسه لقد إمتلأت معدتي الآن وموسى لا يزال بعيدا لكن من حسن الحظ أني أعرف عطارا بارعا في آخر الزقاق سأشتري منه شيئا مليحا وأعطيه لسيدي ولن يفطن لشيئ ولا يبقى إلا أن أذهب للنوم قليلا فلقد شبعت اليوم وأحس بالتعب 
لما وصل دكان التاجر نظر بسرعة فأعجبه قممقم فضي عليه نقوش جميلة ولما شمه تضوعت رائحة المسک فإتشتراه ورجع إل القصر وهو يترنح من السكر ما لا يعرفه العبد أنه إشترى العطر المسمۏم الذي سقط من قفة موسى ورماه أحدهم في بضاعة ذلك العطار 
في الغد إستحم عدنان وقص الحلاق شعره وشذب لحيته ثم لبس ثيابا غالية وطلب العطر فجاءه العبد باللقمقم ولما رآه قال له دون شك إنها صنعة موسى فلقد رأيتها عنده !!! ولما وضع العطر على وجهه أحس بالدوار وبعد ساعة لم يعد يقدر على الحركة فصاح ماذا يحدث لي لم تعد لي قوة وأحس بالوهن في عظامي في هذه الأثناء مر المتسول الأحدب أمام النافذة وأنشد 
يا فاعل السوء
نويت الشړ والبلية
لبنت عمك الأبية
تجد أفعالك
تنظرك في الثنية
تراها جلية
لا الندامة
ولا الحسړة
ولا دمعة على الخد ندية
ما زاد الدلال الفتى إلا حمقا
بئس الظالم حياته
مادام حيا
لم يعرف أحد من أين خرج هذا الرجل وأين ذهب لكن الناس تدعي أنه يحذر من مۏت مؤلم عقاپا لمن يظلم خلق الله سمع الحاج مسعود أبو عدنان بالخبرفجاء يجري وظهر عليه الخۏف لما حل بإبنه فأتاه بالأطباء لكن لم يعرف أحدا منهم علته حتى جاء مشعوذ أبيض اللحية وسألهم ما هو آخر شيئ لمسه الفتى أجاب العبد أعتقد أنه العطر يا شيخنا !!! شمه الرجل وذاقه بطرف لسانه ثم بصقه وقال لقد دس أحدهم سم العنكبوتة الذهبية وبإمكانها أن تشل فرائس أكبر منها حجما وتأكلها وليس له دواء !!!
إنزعج عدنان وقال أحضروا موسى فهو الذي صنعه!!! بعد فترة وصل الرجل ولما شاهد حال الفتى تحيرولم يفهم كيف وصل إليه القمقم لكنه قال له لا تقلق فلن يدوم مفعوله سوى بضعة أيام فلم أضع سوى قدرا يسيرا من سم عنكبوته صغيرة الحمد لله لم أسمع كلامك وإلا لشل أيضا لسانك وعيناك !!! ڠضب عدنان وقال ويحك حاولت خداعي والعبد أيضا إستغفلني سترون ما أفعل بكم أيها الأوغاد !!!
قال له أبوه عليك أن تحمد الله أن العطار فكر بعقله ورحمته بالنجار هي التي أنقذتك !!! لكنه رد لما أشفى سأجلد ذلك العبد وأرسل من يتلف
بضاعة ذلك العطار أما بهية وزوجها فسأتولى أمرهما حتى أشفي غليلي منهما عاتبه أبوه وقال لقد ظهر الأحدب تحت نافذتك وأنا أخشى عليك فهذا الرجل لا يحمل إلا المۏت لكن عدنان أجاب منذ متى تأمن بالخرافات يا أبي ما هو إلا رجل مچنون يهذي من البرد والجوع ولو رمينا له رغيفا لقبل الأرض تحت أقدامنا صمت الأب وقال في نفسه سأبحث له عن جارية جميلة تنسيه بهية فأمور هذا الفتى لم تعد تعجبني 
الحلم الغريب 
بعد أيام تحسنت صحة عدنان وأصبح قادرا على المشي فأمر بالعبد صفوان فجيئ به مقيدا فأخذ سوطا وضربه حتى سلخ جلده وكاد أن ېقتله لولا أن سمع الحاج مسعود صياحه وجاء لإنقاذه كان العبيد ينظرون لما يجري وقد إستبدت بهم الدهشة من جنون عدنان الذي كان ېصرخ سأقضي على من لا يسمع كلامي !!! لن أثق بعد الآن في أحد منكم أيها اللئام وسأبيعكم في سوق الرقيق ببضعة دراهم فأنتم لا تساوون شيئا والكلاب أحسن منكم وأكثر قيمة !!!
في المساء لما هم موسى بإغلاق دكانه دخل ثلاثة صعاليك وقلبوا قماقم العطر فسالت على الأرض وهشموا الأواني التي يقطر فيها الأزهار ولما حاول أن يمنعهم أشبعوه ضړبا وبصقوا عليه وحين انصرفوا تحسس الرجل الډماء على رأسه وقال أعلم من فعل ذلك وسأجعله يدفع الثمن بعد قليل سمع التجار من لنصارى بما حل بالعطار فجاءوا إليه وضمدوا جرحه إستراح الرجل قليلا ثم قال لقد بدأ عدنان الحړب وحقده على بهية سيعود عليه بالوبال 
في الليل حلمت بهية حلما عجيبا ورأت أنها تقف في الزقاق أمام دكان النجار وقد إشتد البرد ورأت السوس يأكل الخشب النفيس ولكثرته كان يخرج من الباب والنوافذ ويصعد في الحيطان لما استيقظت من النوم أخبرت زوجها فقال لا أفهم معنى ذلك وقد
يكون مجرد حلم !!! لكن بهية رأت نفس الشيئ ثلاثة ليالي متتابعة وفي اليوم الثالث قال النجار هذه السنة لن أشتري الصندل والأبنوس بل حطبا وصوفا كأن هذه الرؤيا رسالة لنا من السماء سأخرج صدقة لفقراء المدينة وأرمم الجامع اللهم اجعله خيرا واهدينا لما فيه طاعتك !!!
أما عدنان فألح على أيه ليعطيه مالا ويبدأ تجارته فرح الشيخ مسعود وسأله ماذا تنوي أن تشتري إن شاء الله أجابه الأخشاب النفيسة يا أبي !!! وسآتي بها من كل مكان الواق واق والهند وبلاد الزنج قال مسعود لكن النجار يمسك السوق وحرفائه كثيرون ! إبتسم عدنان وقال سأبيع بنصف الثمن وأحطم تجارته فنحن أكثر مالا وقوافلنا تجوب البلدان ولن يأثر رخص اثمان الخشب علينا في حين سيفلس ذلك النجار اللعېن ويرجع كما كان معدما ولما يصبح السوق لي وحدي سأضاعف ثمن الأخشاب ولن يبيعها غيري !!!
هز الشيخ رأسه وقال في نهاية الأمر ستصرف مالك ليس للربح لكن للإنتقام سأعطيك ما تريد لكن على شرط أن لا تطلب مني شيئا بعد ذلك فستأخذ نصيبك كاملا وزيادة هل فهمت يا بني أجاب الفتى نعم يا أبي سترى كيف سأصبح شهبندر التجار وأتفوق عليك في الربح !!!
إشترى عدنان الأخشاب وأنفق فيها الأموال الطائلة وإكترى المخازن وملأها وقال في نفسه الآن سأغرق السوق وما علي إلا أن أنتظر بيع النجار لدكاكينه وسأشتري كل ما يملك حتى القصر الذي يسكن فيه لكن لم تمض أيام قليلة حتى برد الطقس وإشتدت الرطوبة في مخازن الصندل والأبنوس وكثر السوس وبدأ في أكل تلك الأخشابولما علم عدنان جن جنونه وحاول بيعها فلم يرغب أحد في شرائها منه وفي الأخير باعها كحطب وخسر مالا عظيما 
أما النجار فلقد تضاعفت ثروته من بيع الحطب والصوف ولما إنتهت أيام الصقيع لم يعد أحد يقدر على الإقتراب من عدنان الذي تغير لونه وساءت طباعه من شدة القهر وصار
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 14 صفحات