رواية رسالة من الماضي كاملة الفصول
وصوت المطارق فتعجب وسأل شيخا ماذا يحدث كأنكم تستعدون للقتال !!! أجاب الشيخ إن سلطان ما دراي الهندية قد عظم أمره وسيطر على جنوب الهند وهو الآن يستعد لعبور البحر وغزونا لهذا نصنع سفننا!!! المشكلة أن الوقت ضيق وتنقصنا أدوات النجارة و النجارين قال له دلني على والي المدينة قال له في آخر الطريق ستجد بناية عالية هي قصر الوالي
جدرانها أذن له الوالي بالدخول ورحب به سأله من أي البلاد أنت أجابه من البصرة قال حسنا لقد طلبت مقابلتي خير إن شاء الله !!! قال له معي حمولة كبيرة من أدوات النجارة وأنا نجار وإن اتفقنا بعتكم البضاعة وساعدتكم في صناعة سفنكم !!!
سمع سل
قمقم العطر الفضي
لما سمع عدنان بالنعمة التي أصبحت عليها إبنة التاجر زاد حقده عليها وإمتلأت نفسه بالرغبة في الإنتقام ثم دخل حجرته ولم يبرحها سبعة أيام وهو يفكر وقال في نفسه لا أقدر أن أتلف تجارة ذلك النجار فلقد عظم أمره لكن يمكنني أن أدس له شيئا فيمرض !!! ثم طلب من أحد الخدم أن يذهب إلى السوق و يسأل عن عطار نصراني إسمه موسى و يقول له أن عدنان يريده في أمر فيه منفعة له
لما سمع االخادم خرج من حينه يبحث عنه وجاء به ولما استقر به المقام مع الفتى ودارت أقداح المدام و حكى عدنان للعطار عما جرى فلما سمع حديثه قال و الله إن أمر هذا النجار شديد العجب !!! ليته يكون لنا شيئ من حظه لكن كيف لي أن أخدمك يا سيدي! ما أنا إلا عطارلا قوة لي ولا حيلة فرد عدنان ما ناديتك يا موسى إلا لما سمعت أنك عالم بأسرار النبات فأردت أن تصنع لي شيئا بمعرفتك يتسلل إلى الجسم فيذهب صحته ورونقه ثم أني أريدك أن تجعل رائحته زكية كالعطر فلا يفرق المرء بينه و بين الورد أو الياسمين
لقد اقسمت أن ينتهي بخت بهية ويمرض زوجها وتفسد تجارته ويرجعان فقيرين يأكلان اللقمة من عند أبيها ستذهب إلى دكان النجار وتتحايل عليه لتبيعه ذلك العطر وسأغرقك بالنعم وأعطيك من الذهب ما يغنيك وأولادك !!! فلما سمع العطار ما وعده به عدنان أغراه الطمع و قال لك ما أمرت يا سيدي
أحضر موسى أعشابا سامة وصنع منها عطرا زكي الرائحة ولما فرغ منه وضعه في قمقم من الفضة ثم تنكر في هيئة بائع متجول وملأ قفة بالعطور رماها على ظهره واتجه إلى السوق فصادف صعلوكا أحدب مرقع الثياب فلما راى العطار تجهم وجهه وقال بئس ما تفعله يا نصراني اي شړ تضمر لتعلم أن الشړ إذا زرعته يرتد على صاحبه بالسوء وإن طال الزمان ومضت الأيام
لما سمع موسى كلام الصعلوك قال في نفسه صدق والله الرجلو هم بالرجوع لكنه تذكر وعود عدنان بالعطاء والنوال فواصل طريقه ولما إقترب من دكان التاجر صادفه صبييان يركضون
فصدمه أحدهم ووقعت قفة العطور على الأرض وتناثرت القمائم وكانت كلها من نفس الشكل والحجم أما القمقم المسمۏم فقد تدحرج ودخل تحت جبة شيخ جالس على حافة الطريق دون أن ينتبه له
أرجع العطار القمائم إلى القفة وقال الآن لا أعرف أي واحد منها يحتوي على السم !!! فقد كنت أضعه في مقدمتها والحل هو أن أبيعها كلها إليه لا بد أن أقنعه بشرائها وإلا ضاع الذهب ومعه كل ما بذلته من جهد لصناعة ذلك العطر تبا !!! ألم يجد الصبيان إلا هذا الوقت ليخرجوا للعب هل وجب علي أن أتعب اليوم
وأخيرا وصل موسى أمام دكان النجار وبدأ يمتدح في بضاعته ويتملق حتى رضخ الرجل وقال له حسنا سأشتريها منك بنصف ثمنها هذا كل ما أقدر على دفعه هل أنت موافق لم يصدق العطار نفسه وأجابه إنها من أصناف متنوعة من الأزهار أنصحك أن تجربها كلها لترى أيها يناسبك وسأمر عليك بعد أيام فلي الكثير منها !!!
جلس النجار وفتح القمائم وشم ما بها من عطر فأعجبته كلها وقال في نفسه إنها غالية الثمن وتساوي الكثير من المال لقد كانت حقا صفقة مربحة أما الشيخ فلما هم بالنهوض تعثرت قدميه بالقمقم المسمۏم فأخذه ونظر يمينا وشمالا فشاهد قربه دكان عطار يرصف بضاعته فقال لا شك أنها سقطت منه فقام ورماها في صندوق العطور و إنصرف ثم جاء التاجر فأخذ القمقم ورصفه مع غيره وهو يعتقد أنه بضاعته !!!
يتبع
سحر العنكبوتة الذه
في الصباح خرج عدنان إلى السوق وذهب إلى دكان موسى ليسأله إن باع العطر للنجار ولما رآه العطار إبتهج وقال له لقد إحتلت