السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رسالة من الماضي كاملة الفصول

انت في الصفحة 2 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

الفتاة داليا هل يمكنك مخاطبة أحدهم لو كان هذا صحيحا سأطلب نقلتي من هذا المكان المخيف أجابت داليا الوجوه هي التي تكلمني من تلقاء نفسها ولا أقدر عن سؤالها من يدري ربما أجد يوما طريقة لمخاطبتها . على العموم هذا الملجأ واسع وفيه كل أسباب الراحة وهو يكفي ليتعايش فيه الأحياء والأموات بهدوء سألت سميرة لماذا أصبحت الوجوه كثيرة وتتزاحم في المرآة أجابت دالية لا أعرف وهذا يقلقني بعد أن أستمع لما تقوله أمي سأرمي بالمرآة خارجا أريد أن أحيا حياة طبيعية مثل كل البنات فلكل واحد منا عالمه ولو أنه يحصل في بعض الأوقات أن يتداخل العالمان مع بعضهما ...
ذهبت البنات إلى فراشهن لكن داليا لم تكن تقدر على النوم حلمت بأن أمها تناديها من بعيد وتحاول أن تعطيها شيئا لم تتبين ملامحه وتقول لها بصوت متقطع لا يمكنني أن أرحل بسلام إذا لم أطمئن عليك فأنا أحبك داليا ...
نهضت البنت من النوم كان العرق يتصبب منها كان فوق الطاولة دورق فيه ماء مثلج ملأت كأسا وشربته على مهل أول مرة تحلم بأمها كان كل شيئ واضح في الحلم غرفة مستشفى وأمها واقفة بثوب أبيض وفي يدها شيئ كانت حريصة أن تسلمه إياها .قالت في نفسها لقد حدث شيئ لتظهر أمها بكل هذه التفاصيل لماذا لم تعد أسيرة المرآة 
فجأة سمعت خطوات كثيرة تسير في الرواق الطويل نظرت من النافذة كانت السماء مظلمة والقمر في أوج إكتماله كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل فتحت باب الغرفة وأطلت في الرواق ندت عنها صړخة خاڤتة دخلت وأغلقت الباب خلفها ثم أيقظت سميرة وقالت لها هناك شيئ غريب في الخارج وأنا لا أعرف نفسي هل في حقيقة أم وهم لا أفهم ما يحدث ..
ضحكت سميرة وقالت لا شك أنك صدقت خرافات جابر عن أشباح تخرج منتصف الليل .ما كادت سميرة تضع قدمها في الخارج حتى دخلت وقد إنعقد لسانها إرتمت في فراشها وأخفت رأسها تحت الوسادة وقالت هناك إمرأة واقفة تنظر إليوتبدو مخيفة تشجعت داليا وفتحت الباب كانت نفس السيدة الشاحبة التي رأتها في المرآة لم تكن وحدهاكان معها كل الوجوه التي شاهدتها في المرآة وأيضا آخرون يمشون ويجيئون في الرواق الطويل قالت ماذا يحصل أمي إني أحس بالړعب أجابتها عندما يكتمل القمر فإن الطريق مع العالم الآخر الذي فتحته المرآة يزيد في الإتساع أمامنا بعض الوقت قبل أن نرجع من حيث أتينا وسأتابع لك حكايتي التي ستزداد غرابة 
ذات يوم قال لي متولي إني لم أحس بالسعادة إلا معك ولقد فكرت في أن أسترجع إبنتك داليا بعد شهرين ستبلغ ثمانية سنوات لكن فرحتي لم تدم كثيرا فلقد بدأت صحة الشيخ فجأة بالتدهور بعد رجوعه من زيارة زوجتيه ناهد و نبوية في المنصورة . كان بأتم عافية بقي هنا ثلاثة أيام لكنه الآن يلزم الفراش ولم يعد يأكل وأصبح عاجزا عن الكلام أنا متأكدة أنهم دسوا له شيئا في طعامه وشرابه لقد كنت واهمة في أن يتركوني انعم بالسعادة معه ومع إبنتي داليا ..
توقفت أمي عن الكلام وسالت دموعها الحارة على وجهها وقالت كنت أنظر إلى السماء وأقول يا رب ماذا إقترفت إبنتي من ذنب ليحرمها القدر من العيش مع عائلة تحبها فمتولي صرح أنها إبنته وسجلها بإسمه أليس من حقها أن ترى أباها بعد سنوات طويلة من اليتم بكيت مع أمي وقلت لها لا بأس فإن الله رعاني وأعطاني من عطفه وكرمه ..
قالت أمي رؤية أنك بخير خفف كثيرا من همي لكن لن أعرف الراحة إلا إذا غادرت هذا الملجأ ردت داليا وإلى أين سأذهب قالت ستعرفين في الوقت المناسب لكن الآن سأكمل لك الحكاية فلا شك أنك تريدين معرفة ماذا حصل أصبح أبوك يتحرك بصعوبة كنت أضعه في غرفة الجلوس وأفتح له التلفزيون وأرجع لتنظيف غرفة نومه وإزالة الغبار..
عندما أرجعه لفراشه كان يشير إلى المرآة المعلقة في الغرفة و يريد أن يقول شيئا لكنه لم يعد قادرا على النطق خلال شهر من مرضه لم تأت أي واحدة من زوجتيه لرؤيته ولا حتى أبناءهما دار في ذهني خاطر مخيف لقد كانتا تنتظران مۏته لم يسامحاه ابدا على الزواج من صبية شابة والرمي بهما بعد كل تلك السنوات
آخر الشهر بدا واضحا أن متولي يعيش أيامه الأخيرة إستدعيت أهله الذين حضروا على جناح السرعة كانوا منهمكين بالإتفاق على كيفية قسمة أملاكه وهذا لم يرق لي . وبعد يومين ماټ الشيخ وكنت الوحيدة التي بكت عليه بشدة .إقترح أولاده إعطائي نصف مليون جنيه مقابل التنازل عن حقوقي في الميراث فكرت قليلا كان ذلك أفضل من الڼزاع معهم وبإمكاني بدء حياتي من جديد ..
قلت لهم سأحمل بعض أغراض زوجي لتبقى ذكراه معي قالوا لن تأخذ شيئا إلا بحضورنا أومئت بالموافقة .أخذت المرآة وحقيبة فيها بعض الصور والصحف القديمة ودمية من القماش المطرز قالوا لها هذا يكفي أجبت لن أحمل أكثر من هذا ..
رجعت إلى دار أبي عندما أخرجت حاجياتي رأت المرآة فحملتها لأعلقها على الحائط لكنها كانت ثقيلة وسقطت على حافة منضدة حديدية واصيبت بخدش كبير. لكن تحت الطلاء الفضي ظهر لون أصفر براق تعجبت لذلك أخذت قطعة معدنية من فئة خمسة قروش وحككت الإطار فنزل على المنضدة مسحوق أصفر وضعت إصبعي عليه و قربته من وجهي فإذا به يلمع تحت الشمس أطلقت صړخة قوية ذهب ..ذهب...لقد وجدت كنز متولي إنه داهية جمع ذهبه وصنع مرآة وضعها في غرفته وأمام نظرالجميع ..
ضحكت عندما تخيلت زوجات متولى وهم يهدمون البيت حجرا حجرا بحثا عن الكنز لهذا السبب أبعدوني عن العزبة والآن فقط فهمت لماذا كان الشيخ يشير إلى المرآة قبل مۏته لقد كان المسكين يريد إعطائي الكنز لي ولإبنته داليا كان الرجل أروع مما أعتقد ..
كتمت الأمر فلقد كنت أخشى أن يتكلم أحد ويصل الخبر إلى ورثة متولي كل ذلك الذهب لك داليا إنه يساوي ملايين الجنيهات لا تخبري أحدا بذلك الآن إنه سرنا .. قالت داليا نعم أمي لكن أريد أن أسئلك عن شيئ في يدك كنت تودين إعطائه لي أجابت آه ... إنه دمية جميلة من القماش المطرز وضعت فيها كثيرا من الأوراق التي تخصك قالت داليا لم يقدمها جابر لي ردت عليها أعرف لهذا السبب أحس بالقلق لا بد أن تحصلي عليها لكي أرحل بسلام .. أما الآن ساذهب وقريبا سأتم مهمتي وينتهي كل هذا الأمر المزعج 
في الصباح صادفت داليا جابر سلمت عليه وقالت له هناك شيئ يخصني لم أحصل عليه رفع حاجبيه وقال حقا وما هو ردت دمية من القماش المطرز تراجع إلى الوراء وظهر عليه الإستغراب وقال من أخبرك قالت ليس مهما ومن الأفضل إرجاعها لي قال لا أعرف عنها شيئا .
لكن جابر لم يقل الحقيقة ولما رآها عند أم

انت في الصفحة 2 من 14 صفحات