قصة ينينيش بقلم ليلى مظلوم

فأجاب الشيخ لا هذا ولا ذاك ..ما رايك ان تذهبي معنا الى المنزل حتى يحدث الله بعد ذلك امرا ..
فتسرب الى قلبها بعض الأمل وقالت وكيف لا اوافق على هذا ..ليس امامي خيار آخر اصلا ..
وما هي الا دقائق معدودة حتى ركبت سيارة الشيخ ..وهي تنظر حولها وتراقب الطبيعة الخلابة ..يا لحسن حظ الاشجار ..فقد وجدت من يعتني بها ويسقيها ..لتشمخ عاليا وتحمد الله باغصانها الوارفة وثمارها اللذيذة ..وما ان وصلوا الى البناية التي يسكنون بها حتى اقترب منهم البواب ليأخذ حاجياتهم.. وكان من نفس المنطقة التي تسكن بها ينينيش ..وبمجرد ان وقع نظره عليها حتى رق قلبه له ..ربما لجمالها ..وربما لانها ابنة البلد.. وهي لاحظت نظراته المتكررة ..الى ان نزلت من السيارة ..ولم تشعر بالنفور كعادتها.. وظل يراقبها حتى اختفت امامه كشمس عند المغيب ..الاحساس ذاته والشعور بالراحة ذاتها ..وما ان وصلت الى المنزل حتى وجدته يلمع من النظافة ..فقالت لزوجة الشيخ ليس لديك اي اعمال هنا ..
اجابتها لست معتادة على وجود من يساعدني ..ولكن لا تقلقي ستتقاضين اجرك كما تطلبين ..المهم ان تحل مشكلتك ..ولا ادري كيف ..
ومرت الايام ..وظل البواب يتحجج بين ساعة واختها ليقرع باب الشيخ احمد ..عله يجد ينينيش .ويتحدث اليها بامور عامة ..وبلغة بلدهم ..الى ان تعلق قلبه بها ..وهو لا يدري اي شيئ عنها.. وهي ايضا شعرت باهتمامه وافرحها الامر ..!!
وكيف يخفى امر كهذا على زوجة الشيخ التي اخبرت زوجها بالامر وهي خائڤة من ردة فعله ولكنها وجدت انه من حقه ان يعلم بهذا الشيئ ..فقال لها من حقها ان تحب ..الا تعلمين ان الحب الصادق البريئ يزهر في القلب ويضفي على صاحبه بريقا وحيوية ..وهل الدين والاخلاق والمعاملة الا الحب ..بكافة انواعه ..ومتى ما كان متفانيا ..ونقيا ..فان سيعدي الاشخاص حوله ..انظري اليها الا تجديها نشيطة ودائمة الابتسامة.. واصبحت نفسيتها بحال افضل متجاهلة كل مشاكلها ..الحب اكسير الحياة لكل الحياة ..
فابتسمت زوجته وقالت معك حق لقد تحسست كل كلمة نطقت بها ..وماذا ستفعل الآن ..?
فاجاب بثقة ساتحدث الى البواب وافهم منه كل ما يحدث ..وبعده ساقرر ..
وبالفعل فقد توجه الشيخ مباشرة الى البواب وقال له والبريق باد في عينيه بدون مقدمات ولا لف ولا دوران ..هل انت معجب بينينيش?
فاحمر وجه البواب وقال بصراحة نعم وافكر بالارتباط بها ايضا ..ولكني ظننت ان هذا الامر سيزعجك ..وانا لا اعرف مشاعرها تجاهي حتى ..
فاجابه الشيخ ينينيش بنت لطيفة ..ولكن لديها بعض المشاكل ..ان اردتها فعلا ..فاحدثك اكثر عنها ..
فاجابه البواب انا بالفعل خجل منك ..وهذا شرف عظيم لي ان تحدثني بالامر ..
فقاطعه الشيخ لو اني لا اعرف اخلاقك لما تجرات وتحدثت اليك بالموضوع ..
ثم بدا الشيخ يسرد له القصة من اولها ..وهو يثق تماما ان هذا البواب لن ېفضحها باقل تقدير ..وبعد انتهائه قال له بحماس انا مصر على الارتباط بها ان وافقت هي طبعا ..
وبعدها غادر الشيخ المكان وهو يامل ان خلاص ينينيش بدا يلوح في الافق ..ثم اخبرها بمشاعر البواب ..فشعرت بالذعر بداية ..ولكن اسلوبه جعلها تشعر بالامان ..وقالت له لا مانع عندي من الارتباط به ..ولكن هل عرف بمشاكلي ..
فهز براسه قائلا نعم ومع هذا هو مصر على ذلك..
وبالفعل ..ارتبطت ينينيش قلبيا بالبواب قبل ان ترتبط كلاميا ..واخبرته انها تريد ان تشعر بالامان ..فطلب منها تسليم نفسها الى الشرطة ..واخذ الحكم وانه سينتظرها بعد خروجها من السچن ..مع الاصرار بعدم العودة الى منزل بابا..وهذا ما قد حدث ..ودخلت ينينيش الى السچن خائڤة من المجهول ومطمئنة ان حياتها ستتحسن بعد خروجها ..ومرت سنتين بفضل الوسائط التي قدمها الشيخ احمد ..ثم خرجت ينينيش من السچن ..وعادت الى بلدها برفقة البواب الذي اخذ اجازة وابى ان يكون زفافه الا في بلده على امل العودة الى لبنان والعمل هناك هو وينينيش في منزل الشيخ احمد ..وعندما عرفت پوفاة امها جن چنونها ..وشعرت بالخيبة ..وحاول والدها التعرض لها وضربها على فعلتها تجاه مامالان المصرف قد نفد مفعوله بالنسبة اليه ..فقالت له لا علاقة لك بي بعد
الآن ..لقد اصبحت في سن الثامنة عشر وساتزوج واعود الى لبنان ..وبارادتي انا قد احن عليك وارسل لك المال ..
وطبعا بعد السباب والشتائم والمقاطعة تم الزواج ..لتعود العروس مع عريسها الى لبنان ..الذي وعدها انه سيبحث عن اهل امها علهم يقبلونها في عائلتهم ..وقد اجل هذا الامر لسنين اخرى ..وعاشت ينينيش في كنف عائلة تخاف الله ..وتحت رعاية زوج ملؤه الاخلاق والحنان ..
تمت ..
ليلى مظلوم ..