رواية أنا جوزك كاملة بقلم شيماء سعيد
سامر عدة مرات بطريقة بلهاء لم يقدر على كتم غيظه أكثر من ذلك هي تلعب معه دون عدل اندهش الجميع من صريخه الصغيرة قائلا
_ مفيش حاجه من الكلام الفارغ ده أنت طفلة عندك 13 سنة قومي من هنا حالا...
طردها بشكل صريح و هذا بث بداخلها شعور كبير بالحرج نطرت اليه بعتاب و سقطت دموعها لا يعلم إذا كانت تلك دموع حقيقية أم تمثيل مثل كل أدوارها العظيمة رق قلبه لها كان سيأخذها بين أحضانه يطبطب على قلبها..
_ سيبك منه يا حبيبتي ده راجل رجعي تعالي معايا نقعد جنب حمام السباحة...
أومأت إليه بحزن ثم قالت قبل أن تذهب معه
_ أنت بابي وحش مش كفاية سبتني سنين من غير أب و لما بقيت معاك مش عايز حتى تبقى حنين عليا بجد الله يسامحك... خلي غادة الۏحشة دي تنفعك أنتوا الاتنين شبه بعض..
_ تصرفاتك غلط يا شعيب البنت لسة جديدة في حياتك محتاجة منك شوية إهتمام مش ڠضب على أسباب تافهة...
لم يرد هو بالأساس لم يسمع أي كلمة من الآخر عينه على مكان اختفائها مع هذا اللعېن سامر شعرت غادة بالحرج لترد بدلا عنه على والدها
ردت عليها السيدة أنعام والدة شعيب بابتسامة
_ عندك حق يا غادة يا بنتي تعالي نعمل القهوة سوا...
لم يتحمل تلك الثرثرة من الجميع أكثر من ذلك ليقوم من مكانه بلا كلمة دون أن يرد على نداء غادة عليه بخطى سريعة وصل لمحل حمام السباحة لتصعد النيران بقلبه و هي تراها تسند رأسها على كتف سامر...
_ صافية.
دارت بوجهها إليه رأت علامات الاجرام واضحة على تقاطيع وجهه و في ثانية واحدة كانت تركض للغرفة و هو خلفها تحت صدمة سامر...
بالأعلى...
أغلقت عينيها بقوة خائڤة لا بل مړعوپة من نوبة جنونه القائمة عليها ثانية و الأخري و كما توقعت بالفعل رأت باب الغرفة أصبح على الأرض..
بخفة جسد أصبحت فوق الفراش تأخذه سد منيع يمنعه يقترب منها وقف على الباب صارخا بها
هزت رأسها عدة مرات رافضة و هي تشير إليه بعدم الإقتراب
_ أوعى تفكر تقرب يا بابا معقول هتمد إيدك على بنتك عشان شتمت الست غادة حبيبتك..
جن جنونه أكثر تتناقش بموضوع و هو يكاد يفقد عقله بسبب أفعالها كل ما يدور بقلبه نيران كلما أعاد مشهد عناقها مع هذا الأحمق سامر..
_ بت بلاش تخلي جناني يطلع عليكي الولد ده حضنك ليه !...
رمشت عيناها عدة مرات ببراءة لا تليق على ملابسها و أفعالها
_ في إيه بس يا بابا حضرتك بوست طنط غادة و سامر خطيبي فيها ايه يعني لما أحضنه إيه الفرق مش فاهمة..
_ العيب إنك بنتي يا بنت شعيب الحداد..
عضت على شفتيها مردفة ببعض الدلال
_ مهو عشان بنتك لازم تفرح لأني لقيت نصي التاني...
أرادت أن تصل به إلى حافة الجنون و هو مرحب بكل ما يعيشه معها بلحظة واحدة كان يقفز على الفراش بجوارها ليسقط بهما سويا ابتلعت لعابها بتوتر من هذا القرب مردفة بتقطع
_ أنت بتبصلي كدة ليه...
رفع وجهها إليه أكثر بأحد أصابعه ثم همس
_ مبهور بيكي كذبتي الكذبة و كمان صدقتيها أنت مراتي يا صافية و أنا جوزك...
رمشت بعينيها مجيبة عليه بنفس الهمس
_ بس أنت مش عايز تعترف بده..
قام من فوق الفراش بلا كلمة ثم حملها بين يديه مثل قطعة من الزجاج يخشى عليها من الكسر سار بها حتى غرفة نومه أغلق الباب عليهما ثم وضعها على
الفراش قائلا
_ أعترفت بس مش كدة أنا كمان عايز أثبتلك و أثبت لنفسي الاعتراف ده...
حدقت به بتوتر و عدم فهم قائلة
_ مش فاهمة.
اقترب من وجهها عينه على شفتيها لن يتركها اليوم يخشى أن تبتعد عنه لذلك سيضعها و يضع نفسه أمام الأمر الواقع أخذ نفس عميق قبل أن يقول بقوة و اصرار
_ بحبك...
قالها ثم هبط على شفتيها مقبلا اياها قبل أن يأخذها بحنان ليبدأ معها أول سلالم هذا العشق مراعي جدا كونها صغيرة بريئة عفوية...
بعد ساعة انتهى بهما الأمر و هي تضم جسدها إليه ليسألها بلهفة
_ بتحبيني يا صافية...
لم تقدر على رفع وجهها أمامه من شدة الخجل و لكنها قالت بنبرة صوت متحشرجة
_ لو قولت آه أبقى بكذب عليك و لو قولت لأ أبقى بكذب على نفسي...
________ شيماء سعيد ______
بمنزل صالح بغرفة المكتب..
أخذ يتابع بعض الأعمال المتراكمة عليه و عقله شارد من تغيرها الجذري معه بعدما كانت تركض خلفه هنا و هناك أصبح ينتظر أي كلمة تجمع بينهما بأي حوار دق باب الغرفة ليترك القلم من يده و يزيل نظارته الطبية يعلم من على الباب فهو من أمر برؤيته...
أراح ظهره على ظهر المقعد قائلا بنبرة جامدة
_ أدخل...
دلف حسن للغرفة منتكس الرأس يخجل من رفع عينه بعين صديق عمره إبتسم إليه صالح ببرود مشيرا له بالجلوس ثم قال
_ سامعك قول كل اللي عندك...
ابتلع حسن لعابه بقلق آخر شيء يريده هو خسارة صالح فمنذ نعومة أظافره و هما معا على السيء قبل الأفضل حتى بزواجه من حبيبة تزوجها لأنها جزء لا يتجزأ من صالح الذي قبل أن يكون صديقه فهو شقيقه ضم يديه الأثنتين بتوتر قائلا
_ عارف إني ممكن أكون دلوقتي في نظرك ندل بس حبيبة هتفضل طول العمر فوق رأسي مش حتة ورقة هي اللي هتفرق بنا...
حرك صالح رأسه نافيا و عينه عادت للورقة الموضوعه أمامه مجيبا بنبرة جليدية
_ مالكش دعوة بأختي إسمها من بعد ما قولت لها أنت طالق متحرم على لسانك خلينا فيك أنت حبيت و أنت داخل على الأربعين و عيالك واحد في إعدادي و البنت قدامها سنة و تبقى زي أخوها حاسس بكسوف من نفسك و الا خړاب بيتك و ضياع عيالك عادي بالنسبة لك...
خفض رأسه مرة أخرى بخجل من نفسه صالح فعل كما يفعل دائما يضعه أمام المرايا و يقول له شاهد كم أنت غبي رفع رأسه مردفا پضياع
_ زعلان و مكنتش عايز أخرب بيتي بس حبيبة غالية جدا تستاهل تتحب مش تعيش مع واحد متجوز عليها و بيحب غيرها..
ضړب صالح علي المقعد بقوة ثم أردف بابتسامة هادئة
_ عندك حق حبيبة غالية و أنا بغبائي أدتها لواحد رخيص و الاتنين مينفعش يبقوا في مكانة واحدة من النهاردة اللي بنا شغل