الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية روحي تعاني كاملة بقلم آية شاكر

انت في الصفحة 12 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

مبتسم جريت على أوضتي وقفلت الباب وقعدت أراجع إلي أنا عملته من شويه وأعيط على خيبتي وهيبتي إلي ضاعت.
أخدت دور برد وقضيت يومين في أوضتي وأخدت قرار إني مروحتش الشركه تاني لأن أنا كتكوته لا أد الشغل ولا ع ذاب الشغل وزعيق هيثم على أخطائي إلي مش بتخلص.
وكنت بتواصل مع سجى في التلفون.
ولما كنت أتأكد إنه راح الشغل بخرج من أوضتي.
مكنتش أعرف حاجه عن أكله ولا لبسه ولا أي حاجه تخصه حتى أوضته هو إلي كان بيرتبها! ومدخلتهاش ولا مره!
كان أحيانا لما يبقا فاضي كان بيعمل الأكل ويخبط على أوضتي ويقول
أنا عملت أكل مسموحلك تأكلي منه طبق أو اتنين ومفيش مانع تقوليلي رأيك السكر
كنت بقف ورا الباب أبتسم ومبردش عليه.
ولما أتأكد إنه خرج كنت باكل منه عادي جدا ومبقولش رأيي ولا حاجه!
كان بيغسل هدومه ولو لقى هدوم ليا في الغسيل كان بيغسلها.
ومره خبط عليا وقال
همسه أنا جالي شغل مهم دلوقتي وفيه هدوم في الغساله معلش ابقي إنشريها
رديت
ح حاضر ماشي هخرج أهوه
مرت الأيام بروتينيه بحته مفيش جديد لكن فيه تعامل خفيف بينا!
كنت بهرب منه وأحيانا بخاف منه لما يزعق لأنه عصبي جدا
كان يوم الجمعه وبقالي فتره متجمعتش معاهم
مكنتش عايزه أرجع للصفر وأنعزل عن الجميع خرجت من أوضتي عشان أنزل أساعد ماما وخالاتي في أي حاجه.
كان قاعد يقرأ قرآن وكنت لازم أعدي عليه وأنا خارجه!
رجعت خطوتين لورا بارتباك مش عايزه أشوفه! ولا عايزاه يشوفني كنت بتجنبه قدر المستطاع.
وقفت للحظات أكل في أظافري زي الأطفال! وأنا ببصله وبفكر معتقدش إننا نحب بعض أبدا ولا نعيش حياة رومانسية زي الروايات!! أنا أصلا مازال عقلي رافض فكرة إني ست متزوجه!
قررت أعدي عليه من غير ولا كلمة ولا حتى أبصله كأنه هواء من غير سبب هو معملش حاجه بس أنا مزاجي طالب كده!
رفعت راسي لفوق وكأني شايله كرامتى أعلى أنفي وخاېفه تقع وعديت من قدامه بجمود وقبل ما أوصل لباب الشقة اتكعبلت في طرف السجادة ووقعت على وشي ساعتها أتردد في راسي جملة إن للقدر رأي أخر
الوقعه كانت شديدة شويه عشان كرامتي هي إلي وقعت مش أنا!
وبما إني نابغة مقومتش من مكاني كنت بفكر أعمل نفسي مغمى عليا بس سمعت ضحكاته رفعت راسي ببطئ لقيته مادد إيده ناحيتي وبيقول بضحك
هاتي إيدك قومي
قومت لوحدي وممسكتش إيده فقبض أيده وبعد عني وهو بيقول بنفاذ صبر
ماشي يا ست همسه
جيت أخرج من الباب فقال
مش ناوية ترجعي الشغل
مش راجعه
براحتك مش هتحايل عليك.. أصلا مرتاحين من أخطائك
خرجت من الشقه وأنا بنفخ وكنت عايزه أعيط بس قررت أوفر دموعي لوقت تاني!!
وقبل العصر قعدت مع ريهام وخالتو وفاء وشيماء إلي بطنها بدأت تظهر..
شيماء بقلق
والله يا خالتو كل ما أتخيل إني هولد وكده بټرعب وببقى نفسي أمسك الأيام عشان متجريش
وفاء بابتسامة
متقلقيش يا شوشو بصي اعتبريها شبه شكة الدبوس
ضحكت وقولت
طيب ما هي شكة الدبوس بتوجع برده يا خالتو!!
ريهام بابتسامة
والله يا جماعه كله خير الرسول صلى الله عليه وسلم قال ما يصيب المسلم من ڼصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه
كنت أول مره أسمع الحديث ده وقولت بدهشة
الله بجد يعني حتى الحزن وأذى الناس لينا بيكفر عن خطايانا
ريهام تخيلي
شيماء
أنا بحتسب كل حاجه لله اللهم لك الحمد
قعدوا يتكلموا وأنا ببصلهم بشرود وبفكر إن أنا لسه بعيده عن ربنا برده! ولسه فيه حاجات كتير معرفهاش!
والمشكله الأكبر إني رجعت ورا تاني وبقيت أصلي بهدوء لكن عقلي مشغول مش عارفه أخشع مهما حاولت!! يمكن عشان عقلي مشغول ب هيثم ولا يمكن عشان بطلت أستغفر زي الأول أنا تعبانه ومحتاره ومخنوقه..
العصر أذن وكلهم قاموا يصلوا لكن أنا قومت أتمشى في الجنينه.
وبعد شويه دخلت أصلي بسرعه وأنا معنديش تركيز خالص!
أقنعت نفسي وقولت لا يكلف الله نفسا إلا وسعها وأنا بذلت جهد وحاولت مش ذنبي إني معرفتش!!
راضيت ضميري بالكلمتين دول ومرت الأيام وأنا بغرق وبقنع نفسي بحجج فارغه
رددوا
استغفر الله وأتوب إليه 
وفي يوم قررت أروح الشركه أشوف سجى لأن موبايلها مغلق بقالها كم يوم ومش عارفه أوصلها.
دخلت الشركة الظهر بعد ما خلصت محاضراتي ورجعت من الجامعة.
ركبت الأسانسير متجهة لمكتب سجى بس كنت شامه ريحة حزن غريبه في الشركه وأغلبية الموظفات السيدات لابسين إسود أو غوامق!
أسرعت الخطى لمكتب سجى بس ملقيتهاش على مكتبها ولا حسام جوزها على مكتبه!
الاتنين مش موجودين! اتحرجت أسأل الموظفين الرجاله فرجعت أركب الأسانسير متجهة لمكتب ريهام! إلي برده كانت لابسه إسود!
هو فيه إيه إنت كمان لابسه إسود!
قالت بملامح حزينة
ما إنت بقالك فتره مش بتيجي ومش عارفه إلي حصل!
إيه إلي حصل حد في الشركه اتوفى ولا إيه!
للأسف أيوه مش عارفه تعرفيهم ولا إيه!
أعرفهم! ليه هو أكتر من واحد ولا إيه
هزت راسها لأسفل عدة مرات وقالت بحزن
عارفه مدام سجى إلي مكتبها جنب مكتب هيثم
قلبي اتقبض وقولت بسرعه
اه طبعا عارفه سجى
شهقت وبدأت أربط أساور الموضوع عشان كده مبتردش عليا! قولت بدهشة
حد من قرايبها اتوفى ولا إيه
تنهدت ريهام وقالت بأسى
لأ مش قرايبها هي وجوزها وأولادها اتوفوا في حاډثه من يومين
قولت پصدمة وبنبرة مرتفعة
إيه!!!!!!!
ريهام بنبرة حزينة
يا حبايبي كلهم راحوا في نفس اليوم وفي نفس الساعه واضح إنهم كانوا بيحبوا بعض أوي
ريهام إنت بتقولي إيه!! يعني سجى م اتت!!
هزت ريهام رأسها بالإيجاب وكانت هتكمل كلام بس دخل موظف للمكتب فخرجت من عندها مصدومه وكلامها بيتردد في أذني! سجى م اتت!!
تقريبا ريهام مأخدتش بالها من حالتي والصدمة إلي أنا فيها.
رجعت مكتب سجى تاني ووقفت قدام الباب أتخيلها قاعده على مكتبها وأتخيل كلامها وابتسامتها ونظراتها لزوجها إلي كنت بلاحظ من خلالها أد إيه هي بتحبه!
تذكرت أخلاقها وإحترامها إلي مستحيل ألاقيهم في صديقة تانيه.
سجى كانت طيبه قوي ومكانها مينفعش يكون في الدنيا! أنا أصلا كنت مستغربه إن الدنيا فيها حد بالأخلاق دي!
هي أكيد دخلت الجنه صح!!
بحثت في شنطتي عن خاتم التسبيح إلي اديتهولي ولبسته في إيدي هو ده إلي باقيلي منها هو ده الذكري الملموسه إلي بقيالي من صديقتي سجى!
أما الذكريات غير الملموسه فكتير قوي جوه عقلي وفي قلبي.
سجى هي إلي أخدت بإيدي عشان أصلي هي إلي علمتني إن الحياة مش هتبقى أحلى إلا مع ربنا وبرضا ربنا!
هي إلي فهمتني إن ربنا هو إلي خلقنا وعالم بكل إلي قلبنا محتاجه بدءا من الخمس صلوات إلي مينفعش ينقص عددهم بل المفروض نزود عليهم سنن ورواتب والصوم إلي جسمنا محتاجه إلى ما لا نهاية من العبادات
لما لقيت الموظفين إلي في المكتب بدؤا يبصوا عليا وأنا واقفه مشيت..
دخلت مكتب هيثم وكان السكرتير قاعد على مكتبه تجاهلته وفتحت باب مكتب هيثم ودخلت وبعدين قفلته.
مش عارفه ليه اختارت هيثم مع إني كنت ممكن أروح لمراد أو بابا أو عمي!
يمكن قلبي عارف إن محدش هيعالج الچرح ده إلا هيثم!
كان هيثم بيبصلي وهو مضيق جفونه بيتأملني باستفهام.
وقفت قدامه للحظات ومازلت تحت تأثير الصدمة قلت
سجى
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 15 صفحات