قصة ينينيش بقلم ليلى مظلوم
لم تشعر بخروج الډم من جسدها ..بل ذهبت الى المطبخ وبدلت ثيابها ..وبدات بالعمل وهي تبكي وتدعو الله ان يخلصها مما هي فيه ..واستشعرت ان روح امها تراقبها ..فابتسمت وقالت اشعر ان خلاصي من هنا بات قريبا ..لم اعد اتحمل ..ولا اعرف ماذا ستكون الخطوة القادمة
وكانت هذه العذابات تتكرر يوميا ..وفي كل مرة تشعر ينينيش بالتمرد داخل قلبها ..وتكن المشاعر السلبية تجاه العائلة عدا زينب التي انشغلت بدرسها وخاصة انها اصبحت في صف الشهادة الرسمية الاولى ..وكانت تطلب من اهلها دوما ان يدعوا لها بالنجاح والخلاص القريب ..ونادرا ما كانت تجلس مع ينينيش فهي غير قادرة على مساعدتها ..وانقضى العام الدراسي ..وادت زينب امتحانها ..وهي كلها امل بالنجاح ..وبالفعل فقد حقق الله رغبتها. ونجحت بتفوق ..وبدأ الاهل والجيران يتوافدون ليباركوا لها هذا النجاح ..حتى ينينيش كانت فرحة جدا لاجلها ..على الرغم. من ان تعبها زاد لاستقبال الضيوف المتكرر ..الا ان التعب يهون في سبيل الذين نحبهم ..ولم تغادر ينينيش المطبخ الا لاداء واجباتها ..وشعرت بالجوع فوجدت حبات البقلاوة التي تحتضن الصينية امامها ..ولم تتجرأ ان تتناول قطعة منها لانها توقن ان هذا سيزعج صاحبة المنزل التي اعتادت ان تطعمها من بقايا الطعام ..وتترفع عن ترك ينينيش تجلس معهم على نفس الطاولة وكأننا رجعنا الى عصر العبودية ..فجلوس الخدم مع اصحاب البيوت يخدش كراماتهم المصطنعة ..وان رجعنا بالتاريخ الى الوراء لوجدنا النبي واهل بيته بعظمتهم ومكانتهم العلمية والاخلاقية ..يجلسون العمال معهم ويصرون على ذلك ..وفي نهاية
ولنعد الآن الى صديقتنا ينينيش التي بدون ان تشعر وضعت قطعة البقلاوة في فمها ولسانها تحسس الطعم ..الا ان ضړبة مفاجاة على ظهرها من ساعدي ماماجعلها تلفظها امامها وبدات ترجف كورقة ټصارع الريح في فصل الخريف ..وحملت ماماعصا المساحة الموجودة في المطبخ وبدات تضربها محذرة اياها من تناول اي شيئ دون استئذان ..والمضحك ان الاكل ممنوع
يتبع ..
ينينيش
الجزء الثامن
ثم حملت الهاتف لتتصل بوالدها ..واستغنمت ينينيش الفرصة ..لتهرب من المنزل ..وهي خائڤة مړعوپة ..ولم يحاول اي احد ايقافها ..لان الجميع كان يظن ان خروجها بهذه الطريقة ما هو الا تلبية سريعة لمتطلبات ماما..فهم معتادون على رؤيتها بتلك الصورة ولكنها في هذه المرة أطالت الطريق ..ولم تعرف اين تقودها قدماها وحمدت الله ان مامالم تمت ..والا فاين ستذهب من عذاب ضميرها ..مع انها تستحق المۏت في زاوية من الزوايا لقساوتها وخبث طبعها ..واشفقت على زينب عندما تذكرت ردة فعلها لمجرد رؤيتها لوالدتها وهي ټنزف دما الأم فعلا اغلى ما في الوجود ..وخطړ الى بالها امها ..كيف حالها ..وماذا تفعل ..وكيف ستعود الى وطنها وقد هربت من المنزل ..وخاصة ان المال كله قد تحول باسم والدها الى مصارفهم هناك ..فهي اذن لم تلق الا العذابات المتتاليةلأجل لا شيئ !!وما افرح قلبها ان صورة والدتها كانت مخبأة في جيبها لذا احضرتها معها ..وجلست في احدى زوايا الشارع تتأمل الصورة وتبكي ..والسيارات تمر امامها دون ان يلحظها احد ..اتراها اصبحت في امان الآن ??ام ان الشرطة ستلاحقها ..وماذا سيحل بها ..فنظرت الى السماء الصافية وقالت بكل الأحوال لن تكون احوالي اكثر سوءا مما انا عليه الآن !!
فاجابته بلسان ثقيل لانها لم