رواية ودعة واخواتها السبعة (كاملة)
زوجته الخبيثة إلى ودعة وسالها هل صحيح أنك إبتعدت عن الدار في غيابنا
اجابت البنت في بعض الأحيان كنت أجمع الحطب او أقطف الزهور لاغير ثم أنه لا يوجد احد هنا سوانا فلماذا هذا السؤال
إقترب منها أخوها ووضع يده على بطنها فأحس بحركة الثعبان إلتفت إليها وقال ثمة الخطيئة في بطنك هل فهمت الآن لماذا أسئل يا وقحة
لما سمع أخوها هذا الكلام خف غضبهو دعا إخوته وإتفقوا على إعطائها جرابا فيه طعام وماء وأن ترحل عنهم فإذا لم تكن مخطئة سيحفظها الله من السباع والهوام
سارت ودعة في الطريق دون هدى لا تعرف أين تذهب نزل الليل مبكرا في تلك الليلة الشتوية وبدأت تحس بالخۏف فقد كانت تسمع أصوات الذئاب والثعالب .
أدخلت يدها لكن لم تجد إلا الفتات قالت في نفسها لقد حانت النهاية لن أكمل اليوم ليلتي حتى إن نجوت من السباع فسيقتلني البرد و الجوع بعد ساعتين بدأت ودعة تحس بأنها على وشك الإغماء
فنهضت بتثاقل ومشت ورائها وبعد ربع ساعة شاهدت من بعيد مزرعة صغيرة فيها مخزن للتبن وأكياس من القماش فدخلت وسط كومة القش وأخذت كيسا غطت به نفسها وجلست الأرانب بجوارها فأحست بالدفء والطمأنينة فأغلقت عينيها و نامت
فإنعزل عن الناس لأن أمره كان مشهورا فيهم ولو وقع بين أيديهم لأحرقوه بعدما لم يعد في حماية السلطان
لما فتح إبن عبد البر باب المخزن ليأخذ علقا لغنمه وجد جارية نائمة وقد تناثر شعرها الذهبي على التبن اندهش لرؤيتها وتساءل كيف جاءت إلى هنا فهذا المكان بعيد وتحيط به الأشجار
جلس بقربها وأخذ يتأملها بإعجاب فلقد كانت بارعة الجمال لكنها شاحبة الوجه وعرف أنها مريضة
منذ مدة طويلة لم ير أنثى قربه لذلك شعر بالسعادة لوجودها بجانبه أفاقت ودعة وعندما شاهدته يحملق فيها خاڤت ومدت يدها إلى سيفها وقالت إياك أن تقترب فأنا لا أعرف من أنت وماذا تريد
إبتسم إبن عبد البر وقال لها أنت في ضيافتي يا بنية وعليك أمان الله أنا أعيش وحدي مع قطة وقليل من الناس يأتون إلى هنا وأنا أتسلى كلما رأيت أحدهم تعالي إلى البيت نتناول فطور الصباح وأعرفك على القطة ياسمينة
ياسمينة هو اسم القطة وليست ياسمينة بنت العطار
ودعة_وأخوتها_الجزء_الخامس
....... كانت ودعة جائعة جدا وشمت رائحة الخبز الساخن فسال لعابها فتبعت الساحر وهي تنظر يمنهت ويسرها كان كل شيئ مرتبا في المزرعة ونظيفا وجعلها ذلك تشعر بنوع من الإرتياح لهذا الغريب
عندما دخلت البيت رأت المائدة منصوبة وفوقها كل الخيرات الخبز والعسل والمربى والجبن
قال لها الرجل كلى ما تشائين فأنت ضيفتي
ترددت قليلا
نظر إليها وإبتسم فلقد فهم أنها خائڤة فأكل من الطعام وجاءت قطة سوداء فرمى لها جبنا فأكلتها حينئذ مدت يدها وأكلت أيضا حتى شبعت وأتاها بإناء فيها ماء فغسلت يديها ومسحتهما في منشفة نظيفة
جلست على مقعد وجلس هو أمامها وقال لها لقد لاحظت شحوبك هل تشكين من ألم في بطنك إني أرى فيه إنتفاخا