رواية اميرتي كاملة بقلم مريم محمد
و في تلك اللحظة خفتت الإضاءة وبدأت موسيقى هادئه فاقترب كل شاب من شريكته في الرقص و وجدت هاله نفسها بين ذراعي باسل الذي كان يمسك بيدها برقة بالغة و لكنه لم يكن ينظر اليها بل كان سارحا يتخيل أنه يراقصها في مكان آخر دون وجود كل تلك العيون التي تلاحقهما . بينما كانت انفاس هاله تتلاحق فهي لم تقترب منه لهذه الدرجة من قبل و كانت تريد الركض بعيدا لكنها لم ترد البعد عنه فهي تحبه نعم تحبه و يا ويلها من هذا الحب ..
باسل انت حرانه تحبي نخرج في الجنينة
هاله و هي تحاول أن تتكلم آه آه يا ريت
باسل اتفضلي
تبعته هاله دون أن يلاحظا شخصا يراقبهما و تكاد الغيرة تقتله
كان محمد يبحث عن هاله في كل مكان لكنه لم يجدها فقرر الرقص مع احدى الفتيات حتى يجدها و قاطعته لي لي
محمد مش عارف
لي لي طيب أنا هروح أدور عليها
محمد طيب
كانت والدة لي لي تجلس مع والدة محمد يبادلان أطراف الحديث و جاء والد لي لي بصحبة السيدة كاريمان و بعد أن جلسا قال
الأب عايزين نفرح بالولاد بقى يا كاريمان هانم
أشرقت أيوه يا كاريمان
كاريمان مش لما يدرسوا بعض كويس
الأب ايه رأيك نعمل فرحهم ليلة رأس السنة
كاريمان علطول كده
الاب خير البر عاجله
كاريمان ربنا يقدم اللي فيه الخير
ابتسمت والدة لي لي لأعتقادها أن كاريمان وافقت ....
اصطحب باسل لي لي الى زاوية بعيدة في الحديقة بها مقعد خشبي جلسا عليه و ساد صمت مريح فكلاهما يشعر بالراحة برفقة الآخر
هاله برقه فعلا مكان مريح
باسل ماما وبابا كانوا كل يوم يسهروا هنا و كنت ساعات بلاقيهم بيرقصوا سلو
هاله الله يرحمه باين عليه كان طيب اوي
باسل بابا كان انسان عظيم و مهما وصفتلك حبه لماما مش هقدر
هاله يااااه معقوله في حد بيحب للدرجة ده
باسل الحب الحقيقي بيكون قوي اوي انت عارفة ماما ازاي بقت مش بتشوف
باسل فضلت ټعيط على بابا من ساعة ما دخل المستشفى لغاية دلوقتي . حاولت كتير أخليها تعيش حياتها بعده لكن معرفتش . حبهم كان غريب . كانوا مرتبطين ببعض بطريقة مشفتهاش قبل كده . لما كانوا بيزعلوا من بعض كانوا أول ما يشوفوا بعض يحضنوا بعض و ينسوا اللي حصل مهما كان . الله يرحمه و يخليهالي.
هاله مامتك أطيب انسانة قابلتها في حياتي
هاله مش نروح الحفلة بقى
باسل زي ما تحبي
وقفت هاله و بمجرد أن أستدارت حتى أنهالت صڤعة قوية على وجهها . نظرت لتجد لي لي تقف أمامها تقول
لي لي اوعي تنسي نفسك أنت مجرد شغالة عندنا و إحتمال أخليكي الشغالة بتاعتي بعد الجواز أصلنا خلاص حددنا المعاد
لم تنتظر هاله بل أنطلقت تركض و هي لا تشعر بأي شيء سوى بإحساسها بالإهانة . وسمعت صوت باسل ېصرخ هاله استني لكنها واصلت الركض و دخلت القصر من باب جانبي و صعدت الى غرفتها و جمعت أغراضها و تركت الفستان و الهاتف المتحرك فوق الفراش و غادرت القصر لكنها أحست أنها تركت فيه شيئا آخر .. قلب ها
نظر باسل الى والدته و هو يبتسم ابتسامة حنونة قائلا
باسل ماما ماما أصحي يا حبيبتي أحنا وصلنا مطار القاهرة
كاريمان و الشمس تضايقها يااااااااااااااه أخيرا هشوف بلدي تاني
باسل قوليلي بقى مصر احلوت ولا اوحشت
نظرت كاريمان من نافذة الطائرة مصر حلوة وهتفضل طول عمرها حلوة
باسل أكيد هنلاقي طنط أشرقت و محمد واقفين مستنينا
بقلم مريم محمد
كاريمان دول وحشوني اوي
باسل دي سنة بحالها
كاريمان حاسه اني بقالي 10سنين مسافرة
باسل حمدلله على سلامتك يا حبيبتي
كاريمان الله يسلمك يا باسل و عقبال ما اطمن عليك
تغير وجه باسل و أكتست ملامحه بحزن عميق ان شاء الله
كاريمان ان شاء الله هتلاقيها
باسل امتى بس ده انا سألت عليها في كل مكان و مفيش أي نتيجة
كاريمان و على ثغرها ابتسامة تتسم بالثقة لو مكتوبالك هتلاقيها متقلقش
باسل بدأ يساعد والدته على النزول من الطائرة و فور خروجهما وجدا محمد وأشرقت في نتظارهما
محمد و هو يحتضن باسل باسل لك وحشة يا راجل
باسل وحشتني خفة دمك
أشرقت تتساقط دموعها و هي تحتضن أختها الوحيدة بشوق و فرح شاركتها كاريمان البكاء دون ان يتكلما لكن السعادة كانت تحيط بالأختين ...
سمعت هاله طرقا على باب غرفتها في دار رعاية الأيتام الذي تعمل به منذ ما يقرب من عام فقامت لتفتح و وجدت أمامها السيدة غادة مديرة الدار
غادة صباح الخير يا هاله
هاله الحمد لله
غادة جالك جواب
هاله جواب ليا انا
اعطتها غادة الخطاب و أنصرفت جلست هاله على فراشها البسيط و فتحت الخطاب لتجد انه اخطارا لتعيينها كمعيدة في كلية الآداب
يااااااااااااااااه أخيرا الحمد لله رب العالمين
مرت ذكريات هذا العام الذي كان أسوأ عام مر عليها في حياتها تذكرت هروبها راكضة من قصر أحلامها فهكذا تسميه عودتها الى بلدتها لتطمئن على والدتها و يستقبلها الطبيب بوجه حزين و يطلب منها الصبر على فقدان والدتها رحلت والدتها و أصبحت هاله يتيمة هل كنت راضية عني يا أمي لقد حاولت أن أسعدك بتفوقي و ألتحقت بعمل حتى أستطيع دفع ثمن علاجك تذكرت كيف تقبلت نبأ ۏفاة والدتها الحبيبة و حالة الحزن التي حلت بها و استسلامها بيأس فلم تعد ترغب في الحياة تذكرت عاليا صديقتها العزيزة و كيف دفعتها لأستكمال دراستها و كأنما استمر دعاء والدتها لها حتى بعد رحيلها فقد تخرجت هاله بتقدير إمتياز و قد أرتفع ترتيبها الى الأولى على دفعتها و ساعدتها عاليا لتجد عملا حتى تستطيع الإنفاق على نفسها
و بالفعل وجدت وظيفة كمدرسة للأطفال اليتامى و أحست هاله بالهدوء و السکينة في هذا المكان المليء بالملائكة الصغار الذين لا يعرفون الغرور أو الكره و لا يحاسبون الناس على فقرهم و قد احبت الأطفال و أحبوها كثيرا و لحسن الحظ كان هناك مكانا لها لتقيم في الدار و لتهرب من ماضيها و لكن هل أستطاعت نسيان ذلك اليوم الذي أحست فيه بحبها لباسل اليوم الذي تعرضت فيه للإهانة على يد خطيبتة لي لي هل تراها قد أصبحت زوجته هل أصبحت أما لأبنه أو بنته هل يتذكرها باسل و لو كذكرى عابرة هل لو لم تأتي لي لي يوم الحفل لټجرح كرامتها كان يمكن أن يحبها باسل
عاد الجميع الى القصر الذي أصبح حزينا برحيل هاله عنه فقد كانت تنشر السعاده في كل ركن من أركانه جلس الجميع في الحديقة يحتسون الشاي و يتحدثون بينما كان باسل شاردا كعادته منذ رحيل حبيبته هاله .. قام باسل ليجري مكالمة هاتفية و وجد قدماه تتجهان نحو المكان الذي شهد آخر لقاء بينهما .. كم كان